بنشاب : من يتأمل ما جرى في سوريا يدرك أن الموقع الجيوسياسي للدول قد يكون نعمة إذا أُحسن استغلاله، أو لعنة إذا تجاهلت القيادات التحديات المحيطة.
سوريا، بموقعها الاستراتيجي، تحولت إلى ساحة صراع بين قوى دولية، دفع شعبها ثمنا باهظا من دمائه واقتصاده ووحدته الوطنية، وأصبح البلد في مستنقع من البؤس والمعاناة.
بنشاب : تأجيل الحلول قتل متعمد للجهد المشترك و تدمير للمساهمة الإيجابية في المشروع الوطني الشامل كما أنه تدعيم للإضمحلال و حث بين على السير الحثيث نحو الهلاك .
بنشاب : يوم اقتُحم مقر المجلس الدستوري من طرف قوة عسكرية مدججة بالسلاح مصادرة قدسيته الدستورية أمام عدسات القنوات المحلية والدولية، سقطت دستورية المجلس و انسكبت سيادته تحت الأحذية الخشنة لجلادي التعليمات العليا، و علمنا حينها أن خلية التخريب و التأزيم استولت على مقود الشرعية في البلد، و أن ذلك سيؤدي بالتأكيد لحوادث خطيرة لن يستطيع الوطن تحمل خسائرها،
بنشاب : بسرعة جنونية تنحدر البلاد نحو واد القبيلة السحيق. الخيمة والرمح والقديد والبَعَر وسوق عكاظ: شنشنة عرفناها منذ فجر الجاهلية إلى يوم الحاسوب هذا. زرابي مبثوثة، ورقص ممل، وشِعْر مَخْمَصِي، وموسيقى مريضة، ودنانير تتطاير، ومجاملات عشائرية لا تنتهي إلا لتبدأ كمأساة سيزيف... وأما الدولة فعلى نَعْشها منا أربع تكبيرات.
بنشاب : حين تنتفض الشوارع بكل قوتها ضد شناعة جرائم الاغتصاب، و تفيض دموع المجتمع أعاصير غاضبة ضد فداحة انتهاك الأعراض، ينبض أمل التغيير بجثة الإنسانية الهامدة في بلداننا المغتصبة منذ أزمنة بعيدة، و نتنفس بعمق بعد ضمة الشعور بالضيم و رعشة الاستسلام للضياع البائس.
بنشاب : يبدو أن الجدل “القانوني” الذي أثاره النقيب إبراهيم ولد أبتي حول “عدم إمكانية” قبول المجلس الدستوري لطعن دفاع رئيس الجمهورية السابق بعدم دستورية المادة 2 من قانون مكافحة الفساد “لأن الرئيس ليس فوق القانون، ويجب أن يحاكم” يتجه إلى الاتساع.. لأن ذلك الطعن أصبح الحدث الأبرز في الساحة الموريتانية الراكدة!
بنشاب : أهنئك أيها الشعب العزيز بذكرى عيد الاستقلال الوطني وأنت تعاني وملامح اليأس والإحباط تلوح في سماك.
لا تتردد في أنك استقليت وتحررت من المستعمر الخارجي، ولكن للمستعمر جولات وصولات ينفذها في تفاصيل الفوضى الخلاقة، ليخلق جيلا على مزاجه.
بنشاب : الثامن والعشرين نوفمبر تكرار لصورة لم تكتمل و إرادة عجزت عن بلوغ مرامها و منذ حفروه على ظلال الجباه و تجاعيد الوهن تزاحم طلاسمه التائهة في صحاري الامل المرتجل المشتة بين العنف و الاستسلام .