
بنشاب : عبر تاريخ الكفاح الوطني الوجيز برزت باستمرار شخصيات وطنية تلقفتها آمال الحالمين بمستقبل أكثر إنصافا و الطف باصحاب المظالم و ضحايا أنظمة الصراع من أجل البقاء قبل قيام الدولة و بعدها ، ولقد تمكنت النخبة المسيطرة، منذ التواجد داخل الحيز الزمكاني لما سيعرف لا حقا بالجمهورية الموريتانية ، تمكنت هذه النخب من استدراج هذه الشخصيات و الاحتواء عليها و ضمها ، حدث هذ
مع اغلب قادة الحركات الوطنية كالكادحين و القوميين و كالاسلاميين و حركات تحرير الزنوج و حركات تحرير ” العبيد ” .
نجت شخصيات قلة من عملية الاحتواء و الضم التي مارستها النخبة لكن اغلب الناجين مات بفعل التجاهل و التغييب و طمس الحضور و نكران المساهمة ،وهو ما كرس تاريخا غير مكتمل الحكاية و السرد و الوقائع فاجتزء المشهد و ضببت الصورة و انحاز الرأي لمشيئة القاهرين و دخل العمل الوطني بوتقة الرؤية الأحادية فضاعت رؤى عديدة و حرم القائمون على حماية النظام كل رأي مخالف و قتلوا كل محاولة ولادة خارج الأنبوب الذي اختاروه كمنفذ و حيد لتسيير الشأن و كوسيلة و حيدة للولوج إلى خير الوطن ، من هنا ندرك أن قادة قلة تمكنوا من خرق قانون احتكار الوطن كان آخرهم من الرؤساء الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز و من قادة الرأي النائب بيرام الداه اعبيد ، ولهذا يدفع الاول ثمن خروجه عن مألوف النخبة التي كلفت نفسها أو كلفها اسيادها مهمة احتكار الوطن و يتولى عقابه اقرب عناصر فريقه الذي خاض به غمار العشرية بكل هدوء و انسجام و طاعة ؛ أما الثاني النائب بيرام الداه اعبيد ، فيواجه حملة تخوين و اتهام بالسعي للفتنة و التشجيع على التصعيد العرقي ، حتى اصبح الرجل حديث الساعة لكنه حديث غير شجي يتراوح فيه التعاطي معه بين الفزاعة و الشماعة عند البعض و المخلص عند آخرين ،و وحده النائب بيرام الداه اعبيد من يعرف ايهما هو ، فحركة الرجل خلال الفترة الاخيرة من صديق للرئيس الحالي إلى فائز مظلوم ساكت و اخيرا رأس حرية حادة ضد النظام ، جعلت مواقفه غير واضحة المعالم و غير حاسمة التوجه و لا يمكن القطع هل هو فعلا فزاعة تخيف ام شماعة تبرر ام مخلص قائد عملية التحرير و التغيير المطلوب وهو من شارك في آخر استحقاقات رئاسية رفض نتائجها و مشى جنب اسوارها …!