ساكنة فم لكليتة ترفض مجمع السكر.. تهديد للأرض والإنسان واقتصاد المقاطعة

ثلاثاء, 19/08/2025 - 23:33

بنشاب : احتضنت مدينة فم لكليتة صباح أمس الاثنين 18 أغسطس 2025 ،  اجتماعًا واسعًا ضم وجهاء وممثلي التجمعات القبلية الموقعة على اتفاق 1981 مع الدولة الموريتانية، إلى جانب رؤساء التعاونيات الزراعية بمشروع فم لگليتة وممثلي القرى المهددة.

وقد أجمع المشاركون على رفضهم القاطع لمشروع إنشاء مجمع صناعي لإنتاج السكر على أراضيهم الزراعية.

وأكد المجتمعون أن هذه الأراضي يستغلونها منذ أكثر من أربعة عقود بموجب اتفاق رسمي مع الدولة، بعد أن اضطروا آنذاك إلى مغادرة قراهم وأراضيهم الأصلية المتضررة من أشغال استصلاح مشروع فم لكليتة،  وقد تحولت هذه الأراضي، التي حصلوا عليها بقوة القانون، إلى  مصدر رزقهم الوحيد وركيزة أساسية في الاكتفاء الغذائي المحلي من الحبوب والخضروات في المنطقة ، بل و تزود سوق الخضروات بالعاصمة نواكشوط سنويا .

المشاركون شددوا على أن أي محاولة جديدة لانتزاع هذه الأراضي بحجة إقامة المجمع الصناعي تمثل تهجيرًا قسريًا جديدًا، يهدد حياة آلاف الأسر ويقضي على استقرارهم الاجتماعي والاقتصادي.

كما اعتبروا أن التعاقد مع شركة سودانية لإنجاز المشروع جرى في تجاهل تام لمعاناتهم ودون استشارة ممثليهم الشرعيين، وهو ما وصفوه بأنه “مساس بالحقوق الشرعية والقانونية للسكان”.

وحذّر ممثلو السكان من أن المضي في تنفيذ المشروع سيؤدي إلى تدمير دورة الإنتاج الزراعي في بلدية فم لكليتة، وإضعاف الاقتصاد المحلي في عموم مقاطعة أمبود، إذ سيُقضى على مصادر الإنتاج الزراعي التقليدي و المروي  التي تشكل ضمانة الأمن الغذائي للمنطقة، لصالح مشروع صناعي محفوف بالمخاطر ، ولن ينجح .

وفي ختام الاجتماع، أعلن الحاضرون عن تشكيل لجنة من 19 شخصًا أوكلت إليها مهمة متابعة الملف وتقديم التظلمات باسم الساكنة لدى الجهات الرسمية.

كما وجهوا نداءً عاجلاً إلى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للتدخل المباشر وإنصافهم، حمايةً لأرضهم وحقوقهم، وضمانًا لعدم تكرار مآسي التهجير التي عاشوها في الماضي.