أقطاب المشهد السياسي الوطني ما بعد العشرية .... خاص

اثنين, 10/05/2021 - 08:40

بنشاب: المتتبع للساحة السياسية الوطنية يدرك بجلاء اقتصار اقطابها على قطبين  فقط هما الرئيس السابق عزيز  معززا بحزب الرباط الوطني وقطب الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني وهو يواجه حكومته " البطيئة " و"العاجزة" رغم توفر الإمكانات المادية والغطاء السياسي  الذي احتوى على المعارضة الديمقراطية التقليدية إبان عملية الانفتاح التي مكنت من  إفراغها من دورها الطبيعي في النظام الديمقراطي الذي أتاحت فرصة تخليها عنه لحزب الرباط الوطني حيازته  بكل أحقية وبكل جدارة من خلال عملية الاندماج ما بين الحزب والرئيس السابق خلال عملية فرض الأمر الواقع وتغيير ملف  العشرية من ملفات محاربة فساد  لم تتمكن الجهات التي أشرفت عليها من تقديم الأدلة الكافية حتى الساعة ، الى ملفات مواجهة سياسية اقصائية استغلت فيها جبهة المرجعية كل مؤسسات الدولة و مصادر الخزينة العمومية رغبة في ادانة قائدها بالامس القريب ويتضح بجلاء تنمامي حضور حزب الرباط الوطني من خلال إصداره للبيانات السياسية المنددة بالأوضاع السياسية للبلد وتردي الخدمات وفشل خطط التسيير  .

اذا فالمشهد الوطني موزع بين رفقاء الامس غرماء اليوم واختفاء ما عداهما من قيادات دأبت على الظهور في الساحة السياسية خلال العشرية وما قبلها رافضة برامج الأنظمة  مرسخة مبدأ مصارحة الشعب بواقع البلد ولو وفق رؤيتها الخاصة جدا وهذه الوضعية هي ما مكن حزب الرباط الوطني من ملئ الفراغ الذي احدثه تقارب النظام والمعارضة في المرحلة الاولى ليتسع الفراغ بعد التفاهمات والتزكيات التي مكنت النظام من ضمان دعم اغلب الطيف المعارض بثمن مدفوع او وعد مقدم او ضمني  ومما عزز دور حزب الرباط الوطني بالإضافة النوعية والكمية التي التحقت به من مناصري  الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وكذالك مقدرة قادته السياسية والفكرية على توظيف الوضع السياسي لصالحهم فالساحة الإعلامية وخاصة منصات التواصل الاجتماعي تعج باخبار حزب الرباط و مغامرات المحققين الباحثين عن دليل يدين الرئيس السابق ولو من باطن الأرض .

إن خطاب رئيس حزب الرباط عزز النظام الديمقراطي من خلال تبني خط معارض مطلع على خفايا السياسة والتسيير مستفيدا من تجربة الرئيس السابق ومعلوماته الغزيرة في مجال التسيير وفي مجال السياسة وخبرته في تسيير الازمة التي عصفت باغلبيته والتي ورطت رفيق دربه وصديقه الودود  حتى اصبح رأس حربة المواجهة المحتدمة بين الرئيس المنصرف وبعض الشخصيات الاكثر حضورا في المشهد الراهن من اغلبيته  خلال العشرية .

الساحة حبلى بالمعلومات والقصص المثيرة عن ممتلكات الرئيس السابق وهي محور اهم سؤال تردد على السنة الإعلاميين خلال خرجات الرئيس السابق الصحفية وهو سؤال كان من المفترض ان تجيب عنه تقارير لجنة التحقيق او المؤسسات القضائية المختصة وما التفتيش الاخير في منزل الريس السابق ولد عبد العزيز في اكجوجت وبنشا ب الا اكبر دليل على ان الملف الذي اصبح تحت يد قاضي التحقيق يفتقر الى إثباتات ادانة دامغة وهذ التوقع تعززه الشاكيات المتعددة من الرئيس السابق والتي كان آخرها ما قدمته مجموعة من نواب البرلمان رفضا لإتهامه لهم بتلقي الرشوة بناء على تسجيل صوتي منسوب لنائب رئيس الجمعية الوطنية مجهول المصدر او على الاقل لم تعلن الجهات الرسمية عن مصدره

اذا فالمشهد محصور بين رباعية الرئيس السابق وحزب الرباط الوطني و الرئيس الحالي وذراعه السياسي حزب الاتحاد وهي الرباعية التي تسيطر على المشهد السياسي الاعلامي الوطني في حين إقفرت ساحات المعارضة الديمقراطية من مناضليها ومن مطالبها التي هي اليوم اكثر إلحاحا في ظل انعدام الامن وانتشار التحريض وتزايد اعداد الجياع واكتظاظ ساحات الوطن بالاحتجاجات المطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية للسكان ورفع الظلم وفرض الامن داخل الشوارع وداخل الاحياء ، وهي الاحتجاجات التي يقودها الاهالي في غياب الاطر السياسية التقليدية ( احزاب المعارضة ) التي من اهم ادوارها تنظيم مثل هذه الاحتجاجات  وفي انهماك حزب الرباط في تنظيم صفوفه و الاستعداد لمؤتمره القادم رغم انه يواكب الأوضاع من خلال إعلامه الرسمي و إعلام مناضليه على منصات التواصل الاجتماعي.

الفتاش