
بنشاب : تصامم أغلب العقلاء و الوطنيين من المثقفين و عزوفهم منذ سنوات عن إسكات الرويبضات الوقحة التي تسرح في الداخل وتلك التي تمرح في الخارج، و تفتري و تتجرأ ما تشاء بعيدا عن أي تدقيق أو مساءلة… قائلين (هذا النوع ما يُجاوب، ماهُ فالكم هذا انتومَ مانكم گدو، لا تُدنسو ألسنتكم و كتاباتكم بذكر هؤلاء، هذا ماهُ كفأ لك و لا نظير لمثلكم…) هو الذي أدى إلى بزوغ بعض نجومها الكريهة القاتمة الآفلة … و إلى تطبيع و استفحال الجهل و إشاعة الجهالة و البذاءة في الساحتين السياسية و الإجتماعية، بتكاثر أتباعهم و متفرجيهم من سُذَّج المجتمع من رُواد مسارح إعدام الأخلاق و هُواة اغتيال المروءة و الإجهاز على القدوة …
حتى أنتج هذا الواقع التراكمي المأساوي فصيلا جديدا، وسيئةً مُتجسِّمَةً من ورثة فضلات الحماقة والصلافة و البذاءة و العنصرية اللونية الشرائحية البلهاء النكراء… التي تقرع طبول الفتنة و تُؤجج خطاب الكراهية و تغذي الضغينة و تزرع بذور الشقاق و التصدع المجتمعي تمهيدا للإقتتال والتناحر لا سمح الله و لا قدر …
إنما تُردِّدُه الببغاوات المقيتة و تجتره الحثالات الدنيئة تَسَنُّنًّا و تأثُّرًا بأئمة الكذب و قادة الفجور و الاسترزاق بالقضايا العادلة و بناء حظوظ النفس وعبادة الذات و تأليه الأفراد على رُكام مآسي العباد و خراب البلاد، على حساب تفتيت اللحمة الوطنية و الإجهاز على وحدة شعبها … لعمري هو من أعظم الموبقات التي قد يتجاوز وجوبها فرض الكفاية إلى فرض العين، خاصة في هذه الفضاءات المفتوحة، في عامنا هذا، في بلدنا هذا …
وعليه، فإننا كنا منذ سنوات و لا زلنا نُؤيد و نرحب باستفاقة بعض الضمائر الحية مؤخرا و بهبة جمح كبير من أهل الحق و نهوض أهل الرأي الصادق…ثائرين على الصمت المطبق و الخذلان المُشين أمام الوقاحة اللفظية و الإرهاب الفكري و التجاسر الأرعن على مُثُل الأمة الموريتانية و وحدتها و قيمها و قُدواتها و مقدساتها و تماسك شعبها … الذي يتميز حَمَلَتُه و دعاته، حقيقَةً، بالتمترس في قِلَعٍ من الإفتراء و حصون من الفجور و سروح من الإفك و التدليس … هي حقيقة أوهن من بيت العنكبوت! جدرانها من الجهل و سقوفها من الحماقة و أبوابها من الرعونة الجبانة…
وبالتالي ننصح أنفسنا وغيرنا من طُلاب الحق و مُريدي العدل و الصدق في هذا البلد … أن يَسْلِقُوا كل فاجر أفاك بأَحَدِّ الألسنة و أفصح العبارات و أقطع الحجج لدُبُرِ الكذب و التلبيس… من كل صُوَّيْحِفِيٍّ كذاب، و كُلٍّ "حُقوقي" عقوقيٍّ مصَّاصٍ للدم أكّال للأعراض خَدَّاشٍ للحياء و الأخلاق، مَشَّاءٍ بنميم، عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم … و كل مُدون أرعن فاجر أبله، حتى لو كان معتوهً محمول النفقة، لا يكاد يفقه حديثًا، تُعييه مخارج حُروف اللهجة أحرى ما فَصُح من اللغة …
فلا يتركون مرتع فجور ولا منبع باطل و لا وكر خبث و لا قَذَّاء كراهة إلا ضربوه بقذائف الحُجج الدامغة و قضوا على أثره بأدلة الحق الساطعة… حتى تنحسر البذاءة و يضمحل الفجور و تخنُس الرويبضات إلى جحورها و يظهر الحق و يزهق الباطل إن الباطل كان زَهوقًا…
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119). سورة التوبة.
فإن لم نكُ مع الصادقين فنحن مع الكاذبين أو سند لهم قطعا.
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم: أُمرنا أن ننزل الناس منازلهم .
رواه مُسلم في مقدمة صحيحه، عن أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها.
فلنُنزل أهل الخير و أصحاب الحق منازلهم باحترام و تقدير و مودة. و لنُنزل أهل الشر والخبث و الفجور و الباطل و الخداع منازلهم بازدراء و احتقار و إفحام، وهم صاغرين خاسئين… دون التدنس بقواميسهم اللفظية أو التلوث بمسلكياتها المشينة و خطاباتهم الركيكة الرعناء…
وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه لعروة بن مسعود حين أساء الأدب و تجاسر على الشخص النبوي : امصص ببظر اللات…. (البخاري و أحمد)
فلسعه حينئذ بما يفهم حتى سكت.
رُفعت الأقلام وجفت الصحف…
"ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ"
اللهم فاشهد.
#انعكاساتُ_غياب_الدولة_لا_حصر_لها
#الحل_في_أتفرديل_بالحق_وبالعدل
#لا_تُجامل_المُبطل_فيظن_أنه_على_حق