
بنشاب : لقدخرج علينا الوزير المكلف بديوان الرئيس الناني ولد اشروقه ببيان أشبه بخطبة مديح لا تختلف كثيرا عن نصوص البلاط في عصور الاستبداد فقد جعل من الحكومة فريقا مثاليا لا يخطئ ومن الرئيس زعيما ملهما لا يشق له غبار ومن أي نقاش سياسي حول المستقبل “مؤامرة” و”فتنة”.
لكن دعونا نسأل الوزير:
إذا كانت الحكومة تعمل بصدق وتفان كما تزعم فأين هي إنجازاتها في حياة المواطن البسيط؟
وأين التعليم اللائق؟
أين المستشفيات التي تحفظ كرامة المريض؟
أين فرص العمل للشباب؟
وإذا كان الرئيس كما تصفه “ضمانا للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي”، فهل تحقق ذلك فعلا في ظل ما نشهده من ظلم اجتماعي وتفاوت طبقي وفشل إداري مستمر؟
الوزير يرى أن تداول أسماء شخصيات سياسية كخلفاء محتملين للرئيس مجرد “تشويش” و”إرباك للرأي العام”. والحقيقة أن التشويش الحقيقي هو ما يقوم به هو وأمثاله حين يحاولون إقناع الناس بأن لا بديل إلا هذا النظام وأن المستقبل محجوز لشخص واحد وفريق واحد.
لقد تعودنا على هذا النوع من الخطاب الممجوج أي نقد يعتبر فتنة وأي نقاش حول التغيير مؤامرة وأي بديل محتمل “إضعاف للوطن”. في المقابل، المديح المبالغ فيه للرئيس يصبح “وفاء” و”إخلاصا”!
الوزير يهاجم من يناقشون الاستحقاقات المقبلة لكنه في الحقيقة يكشف خوف النظام من مجرد تداول فكرة البديل لأنهم يدركون أن فشلهم أكبر من أن يغطى بخطابات التزكية وأن الشعب بات يميز بين الواقع والدعاية الرسمية.
إن موريتانيا لن تبنى بخطابات التملق ولا بالتطبيل في الفيسبوك وإنما بعمل حقيقي يلمسه المواطن في حياته اليومية. أما أنت يا معالي الوزير، فالأجدر بك أن تبرر فشل حكومتك بدلا من مهاجمة الناس الذين يمارسون حقهم في التفكير بالمستقبل.