مرافعة رابعة، لن نلين، ولن نعتذر…

أربعاء, 27/08/2025 - 22:03

نشاب : تدوينات

مرافعة رابعة – لن نلين، ولن نعتذر…

اليوم، ونحن أمام هذه القضية نقف نيابة عن ضمائر  الاحرار لنؤكد أن الكرامة ليست قابلة للتفاوض، والحق ليس للبيع بالكفالة. ما حدث مع الناشط عالي بكار ليس مجرد حادثة فردية، بل درس واضح لكل من ظن أن الصمت أو الاعتذار يمكن أن يمحو الظلم.

لقد رفض عالي الكفالة كما رفض الاعتذار، لأن القيد الذي يفرضه السجن على إنسان بريء ليس مجرد حبس جسدي، بل هجوم على العقل والضمير والهوية المدنية. إن إعادة الناشط إلى السجن ليست تصحيحًا للقانون، بل محاولة لطمس صوت الحق، وصرف النظر عن محاسبة الممارسات الخاطئة.

دعونا نتذكر أن العدالة ليست فقط في تطبيق النصوص، بل في حماية الإنسان من الاستغلال السياسي، والتمييز الاجتماعي، والاعتقال التعسفي. وكل يوم يُحرم فيه عالي من حريته هو يوم يزداد فيه الوطن فقراً في قيمه، وقلةً في مصداقية مؤسساته.

إننا هنا لا نطلب سوى تطبيق القانون على محك العدالة، لا على محك الخضوع والخوف. لن نسمح بأن يصبح الصمت اعترافًا بالظلم، والاعتذار إقرارًا بالباطل. عالي بكار اختار الموقف الشجاع، والرفض الكريم، وهذا اختيارٌ يعكس ضمير الأمة، ويؤكد أن الحرية ليست هبة، بل حق مكتسب.

في هذا اليوم، نرفع صوتنا عاليًا، لا لنزع الرحمة، بل لنستعيد الكرامة، ولنثبت أن الحق لا يُسجن، وأن العدالة لا تُهزم.

لن نتوقف عن المطالبة بالحرية، ولن نتراجع عن الدفاع عن العدالة، لأن الحق لا يعتذر، والحرية لا تُسجن.
إذا كان بعضهم يظن أن الكفالة سبيل للخلاص، أو أن الاعتذار جسر إلى السلامة، فإن عالي بكار قد قالها بلسان الحال والمقال:

"السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه"،
أحب إليه من بيع الضمير، ومن خيانة الموقف، ومن استبدال الحرية بالخذلان.

فليعلم الجميع أن الزنازين تضيق عن فكرة، وأن القيود أوهى من قناعة، وأن العدالة، وإن تأخرت، لا تُهزم.

مع تحياتي للجميع
ابراهيم ولد اعل