
بنشاب : في منطق الطبيعة الماء أصل الحياة و في منطق السياسة الماء أصل الشرعية . النظام الذي يعجز عن إيصال الماء لشعبه مهما زخرف خطابه يعترف ضمنيا بانكسار عقده مع مواطنيه ، فالعطش ليس فقط غياب قطرة بل غياب معنى النظام نفسه .
( موريتانيا تريد الماء ) ليست استغاثة بل مرآة تفضح هشاشة بنية النظام حيث المشاريع تتبخر قبل أن تصل و الوعود تتساقط كأوراق الخريف بينما الشفاه تتشقق في صمت .
في فلسفة العمران أول شرط لبقاء المجتمع هو أن يملك من يسوسه القدرة على حمايته من موت بطيء و إذا فشل في ذلك فقد خان جوهر وظيفته .
الماء ليس مطلبا خدماتيا بل هو حد الوجود السياسي . إما أن يوفره النظام فيثبت جدوائيته أو ينتصر العطش فلا يترك له مبررا للبقاء . إن الأزمة المائية في موريتانيا ليست حادثا عابرا كما قال الرئيس بيرام الداه أعبيد بل علامة على فشل إستراتيجيات التنمية و استبدال الإرادة السياسية بمسرحيات الافتتاح و الاستعراض و عندما يصبح الصهريج رمز الحياة فإننا لا نعيش تحت ظل نظام بل في طابور انتظار طويل أمام سراب .
مكي السالك عبد الله عضو و ناشط في منظمة إيرا الحقوقية و عضو في حزب الرك
أنواذيب بتاريخ : 10/08/2025