بين دموع المظلوم وصرخة الجندي

اثنين, 04/08/2025 - 13:10

بنشاب : "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ"

لاتلوم أبني عم أجناو : ولاتعافي يلا ما عافاو 

أعلم أن قلبك ينزف حين تُسلب الحقوق، وأن كرامتك تُداس كأنها ترابٌ تحت الأقدام. نعم، خلقنا الله أحرارًا، نعيش بشموخ أو نموت بأقدامنا على أعناق الذل.. لكن يا سيدتي، هل ننسى أن في هذه الحياة حُرماتٍ يجب أن نقف عندها؟

هؤلاء الرجال الذين تشققت وجوههم من شمس الصبر، وتلونت جلودهم بلون التراب والتعب.. هم حراس نومكِ الهادئ، ودرعكِ الواقي من خيانة الليل والنهار. فاحترامهم ليس مجرد واجب بل هو دينٌ نُسدده لهم قبل أن يُطالبونا به

ولقد سبقكِ إليها "عكاشة" سبقكِ اليها تجار الأوهام وراكبي الأمواج ولكن الحق لا يُسترد بالظلم، والعدل لا يتجزأ فهل تعرفين مايعانيه  ذلك الجندي البسيط الذي يُحاصر بين سندان الأوامر العسكرية ومطرقة ضميره؟

ماذا تقولين لرجلٍ وضعته الأقدار في موقفٍ يُذيب القلب ألمًا – بين أن يُطيع ويُلام، أو يعصي ويُهان؟ "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" فكيف نُحمِّله وحده أوزار قراراتٍ لم يصنعها؟  

رسالتي إليكِ: واعتبريني أحد أبنائك 
أنتِ حرةٌ في قناعاتكِ، ولكن حريتكِ تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين.دافعي عن حقكِ، لكن بما يرضي الله والوطن، لا بما يُذكي نار الفتنة. فوالله، لو رأيتِ مايتحمله   هؤلاء الجنود تلبية لِخدمة الأرض والوطن ، لعلمتِ أن "الظلم ظلمات يوم القيامة"حتى لو كان تحت شعاراتٍ براقة.

لا نطلب منكِ سوى العدل الذي لا يظلم فيه أحدٌ أحدًا. فلنكن يدًا واحدةً نبني ولا نهدم، نُصلح ولا نُفرق. والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى سواء السبيل.  

#العدل_أساس_الملك #لا_للفتنة