
بنشاب : رحم الله الموتى وأسكنهم فسيح جناته.
يثير ما حدث جدلاً كبيراً حول معايير وازدواجية قرارات جهاز SAMU في التعامل مع الضحايا، سواء أكانوا من بوتلميت أو من مدن ولاية اترارزة، أو حتى من مناطق أخرى. السؤال الجوهري هنا: لماذا تمنح سيارات إسعاف SAMU خدماتها لحمل بعض جثامين الضحايا دون غيرهم؟وهل معيار حمل الجثث يُبنى على الخلفية الجغرافية للمتوفّى أو انتماءاته الاجتماعية، بينما الجميع مسلمون وأرواحهم متساوية القيمة؟
ما يزيد الأمر غرابة ويدعو إلى الاستياء هو أن إدارة SAMU في مواقف سابقة برّرت امتناع سيارات الإسعاف عن حمل الموتى بحجّة أن نقل الجثامين ليس من اختصاصهم – فإذا بنا اليوم نرى إجراء مخالفاً دون أي توضيح للرأي العام أو تقديم تفسير موضوعي. هذا التناقض يضع مصداقية الإدارة على المحك، ويدعو إلى مساءلة المسؤولين عن انتقائية الموقف؛ هل تغيرت اللوائح فجأة؟ أم أن هناك ضغوطاً أو “محاباة” لفئة دون أخرى؟
في ظل فداحة الكارثة، يكون من المؤسف أن تتحول معايير الإنسانية إلى حسابات ضيقة. الإدارة مطالَبة اليوم بالشفافية الكاملة، وتقديم رد واضح للرأي العام: هل أصبحت روح الإنسان في نظر سامي تعتمد على مكان الميلاد أو القبيلة، أم أن الجميع يتمتع بحقوق متساوية في الخدمات الصحية – في الحياة كما في الممات؟ غياب مثل هذا الرد يعزز الإحساس بالظلم ويمهد لمزيد من التوتر الاجتماعي في وقت نحن بحاجة فيه للقيم الإنسانية والعدالة أكثر من أي وقت مضى.
