
بنشاب : ليست الشخصية الفذة، ولا الكاريزما الساحرة، ولا الزعامة الحقة، ولا الشموخ الأبي، من الأمور التي تُحصّل في الجامعات، أو تُلقَّن في المدارس، أو تُحفظ في صدور المحاظر، أو تُدرّس في قاعات المعاهد.
بل هي مواهب إلهية، ونفحات ربانية، يختص الله بها من شاء من عباده، فيكسوه بها مهابةً بين الخلق، ويزرع له في القلوب مكانة لا تُشترى ولا تُصطنع.
هي صفات لا تُصطنع بالتكلّف، ولا تُنال بالادعاء، بل تظهر في المواقف العظام، وتُثبت نفسها في مفترقات الطريق، يوم يذوب المعدن الزائف، ويبقى الصلب الأصيل.
وهناك من جعله الله لها أهلًا، فمضى في صمت الكبار، وشموخ الأحرار، لا يلتفت لضجيج الحاسدين، ولا ترهبه زوابع الحاقدين… صموده عنوان، وفعله برهان، وهيبته نابعة من صدق سريرته وقوة يقينه.
وليس بعد الشموخ إلا المجد، ولا بعد المجد إلا التاريخ، والتاريخ لا يكتب سطور البطولة إلا بمن كان لها أهلًا، وبمن وهبه الله ما لا يعلَّم ولا يُدرَّس… وإنما يُعطى.
