ما وراء الضفة…

ثلاثاء, 06/02/2024 - 19:00

بنشاب : الدولة الموريتانية والصحافة والمؤثرين إلى الآن لم يظهروا للأسف أي اهتمام مسجل بما يحصل في الجارة السنغال من أحداث ، إن أزمة السنغال هي أزمة تحتاج منا الكثير من الترقب والحذر كذلك ، في حالة انفجار الوضع في ذلك البلد فهذا يعني أننا سنكون أمام مشكلة كبيرة سياسية وجيوسياسية ، العقلية السياسية السنغالية تركز في حالة استياء الأمر في الداخل على نظرية تصدير الأزمة نحو الخارج خصوصاً البحث عن تحدي خارجي لأجل توحيد الصف الداخلي وهذا النموذج يختار له بلد إسمه موريتانيا ، علينا أن لانعول على السلطة في السنغال فعند اشتداد الأزمة فإن استدعاء مشكل الحدود وحتى تقاسم آبار الغاز سيكون حاضرا في الرؤية المعارضة وحتى الحاكمة في بلد يحلم بأكثر من مستقبل ، لدينا أدوات ضغط كثيرة إلا أنها إلى الآن غير مفعلة ، فعلينا أن نستدعي الأطراف للتفاوض في انواكشوط و علينا أيضا أن نرد للسنغال جميل
" اتفاقية دكار" ، فتاريخ الاشراف على المصالحة السياسية هو نوع من خندقة الأطراف لتكون في صف بلدنا بل قد يؤدي إلى علاقة استراتيجية في وصول حليف انواكشوط ، والذي ستصنعه بجهودها الخاصة وحذاقة رجال دولتها ودبلوماسيها ومخابراتها إلى الوصول ربما إلى السلطة هنالك ...هذا طبعا غير قيمة صورة البلد المصلح في المحيط الاقليمي ، بل وحتى في العالم ككل، ومثل هذه الصورة ستفرض كذلك نوعا من الوصاية الإيجابية  بلا شك  على الشارع السنغالي،كل هذه العوامل مجتمعة ستؤثر على العقل السنغالي الداخلي ، فعلينا أن لانتظر مطلقا أن تحل المغرب ازمة السنغال أو أن تحلها باريس ، فصناعة التأثير الاستراتجيي تكون فقط  بقراءة شاملة للأطراف وتجنيد من نستطيع منهم لأجل المستقبل والأمن الوقومي للوطن، والاستماع اليهم جميعا وفرض أن يكون السياسي السنغالي شريكا استراتيجيا لبلدنا لأنه سيجد و يعلم مستقبلا أن ذلك سيكون مفيدا له في بلده ، ولن يكون ذلك طبعا بصراعات سطحية كما يحصل اليوم ،أوبتغافل غبي عن أزمة  خطيرة كهذه، والتي قد تفيد أطرافا اخرى مراقبة للوضع في المنطقة وتنتظر أن تنقض في أي فرصة  كهذه ،فقد تتفاقم هذه الأزمة السياسية فتصل بنا وبوطننا إلى وضع خطير  وخصوصاً في ظل أزمة وجود اقليمية خطيرة في الجوار ، من الواجب والضروري أن نستخدم الآن كل الورقات مثل:
" الصلاح والتاريخ والإسلام والبعد العرقي المزدوج ..."
"فيجب أن نظهر بمظهر الوصي ،و الشقيق الأكبر ، الوصي على الملك القادم ، علينا أن نكون شرطي المنطقة أو الأفضل أن تكون موريتانيا هي حكيم المنطقة ".
#رومليات_يومية

رومل البيظاني