لكي تظل قيمنا مصدر اعتزاز…

أحد, 28/01/2024 - 15:10

بنشاب: لكي تظل قيمنا مصدر اعتزاز

قبل فترة وجيزة كنت قد بعثت ببضعة بلاغات إلى شركة "مِيتا" أو "فيسبوك" بخصوص منشورات فاضحة وخادشه للحياء كانت تظهر لي أحيانا على شكل مقترحات مزعجة. وبعد 24 ساعة جاءني الرد من الشركة بأنها لا تجد أي مبرر للشكوى التي تقدمت بها معللة ذلك وبلغة واضحة لا تقبل التأويل حيث قالت "تلك المنشورات لا تخالف أي من قيم مجتمعنا في فيسبوك وبالتالي نبلغك بأنه لا يمكنك كمستخدم إلا منع أصحابها من الظهور لديك" وهنا انتهى نص الرد. والذي كان رسالة محددة مفادها أن لدى فيسبوك قيما خاصة به يحرص على التشبث بها عبر إتاحة الفرصة لظهورها أو ربما الترويج لها وبالتالي ليس للمعترض أيا كان إلا أن يحتفظ باعتراضه وتحفظه لنفسه.
         نعم تلك كانت وباختصار شديد تجربتي الخاصة وربما المعتادة غالبا لدى رواد هذه الفضاءات، والتي لا شك بأن للكثيرين منكم ما يماثلها من تجارب ، وقد عرضتها هنا  لما تعكسه من التزام وحرص قوي من قبل الآخر الغربي على نشر قيمه في كل مجال وعبر كل وسيلة وحتى لو كانت تلك القيم شكلية على شكل ربطة عنق أو حتى معيبة خاد شدة للحياء أو مبتذلة وقحة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد كان من الطبيعي أن تقفز هذه التجربة إلى ذهني فارضة المقارنة عندما أشاهد هذه الصورة المرفقة هنا رغم بساطتها حيث جعلتني أتساءل ترى كم من شخص مر بها مرارا وربما بما هو أشنع منها تكرارا وكم من شخص تجاهلها دون إبداء أية ردة فعل رغم ما تعكسه من استهتار بمشاعر وقيم ودين شعب يفترض أن تكون معبرة عنه بشكل أو بآخر. وترى من منا لا يعتبر أن الحديث عن مثل هذه الصور و المسلكيات نوع من الرجعية والاهتمام المبالغ فيه حول مسألة جانبية لا تعدو كونها في النهاية مجرد ممارسات فردية شكلية لا أهمية لها في مقابل أمراض واختلالات مجتمعية أخطر. وتلك حقيقة أقر شخصا مثل الكثيرين بأنها تشعرني بالراحة وتجعلنا غير معني بالمقاومة لها لكونها في الغالب شأن شخصي لا يؤثر إلا على أصحابه من منظور ديني. مع ذلك فإن المهتم بقضايا شعبه وبلده، والمتأمل لها سيدرك زيف ذالك الانطباع  وحقيقة كون مثل تلك الصورة وعلى بساطتها بقصد أو بدون قصد ستغدو مقدمات لما هو أشنع كما سيجد المراقب الموضوعي وبسرعة أن التقاعس مرده الكسل والجهل والافتراض المغلوط بعدم أهميتها وبذات السرعة سيدرك أن عدم بذل الجهد والركون إلى الراحة والتخاذل يمثل موقف يجعلنا جميعا مساهمين وشركاء في جريمة تطبيع تُشَرع الأخطاء وتمهد لغيرها من التجاوزات وتجعل من الخطأ الفردي خطيئة وبالتحديد حين يتعلق الأمر بالتغاضي عن أي تجاوز تقوم به شخصية عامة أو مؤثرة مجتمعية، ذلك أنه لا ينبغي موضوعيا لأي شخصية عامة أن توثق أي تصرفات متجاهلة حقيقة كونها ملزمة بالتقيد والاحترام للدين وللقيم التي تنتمي لها وبأنه لا يحق لها أبدا أن تتصرف بحرية كالغوغاء تقلد من تشاء  وبمعزل عن كونها قدوة شاءت ذالك ام أبت  
Makkal makkalماكال18/01/2024