إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد...؟!كونفوشيوس

سبت, 30/12/2023 - 11:28

بنشاب: حكم هذا الرجل البلاد بسُلطة قوية وتحكّم كامل ونفوذ مطلق ؛ فلم يكن أقوى الجنرالات يجرؤ أن يرفع رأسه بحضرته أحرى أن يراجعه الفعل أو القول ، ومع كل ذلك في انتقام الجبناء منه بعد غدْرهم الحاقد به وتمكنهم الخبيث منه ، فتّشوا كل شيء ورغّبوا كل من ترقبوا جشعه ورهّبوا كل من توقعوا هلَعه :

فلم يستطيعوا ولو بشهادة زور إثبات أي اختلاس أو تهديد أو رشوة أو تحايل أو تبديد أو مِنح أو مزايا أو تمييز أو استغلال نفوذ ولا سوء استغلال وظيفة ؛ بل تخطى كل كمائنهم وتجاوز أشكال شِراكهم واجتاز أنواع مكائدهم مرفوع الرأس مُشرِّفا أنصارَه مُطمئنا محبيه ، فبرَّؤوه من كل ذلك بعد أن أوشكت خمسيتهم المشؤومة التي كرّسوها حصْرا لاستهدافه وتشويهه على النهاية وأدانوه بتهمتين لا يملكون على أي منهما دليل ولا حتى لمنطوق حكمهم تحليل ولا تعليل ولا حتى عنه أي بديل ، حاولوا مجاراته في الأفعال والانجازات فإذا بهم يبنون مقابل المطار مثلا جسرا لا تلاحظ قصر ارتفاعه لأن طوله بضعة أمتار ، وقسّموا مقابل بناء المستشفيات الفريدة من نوعها في الاقليم كمّامات وقفازات وأباريق وصابون ، ومقابل القمم في الداخل والحضور والتأثير القوي في الخارج مقابلات مدفوعة الثمن تَبيّنَ لاحقا أنها تحايل على أعلى مؤسسة في البلاد ، وجملةً على تويتر بدل لقاءات الشعب التي كان يجريها الرئيس السابق كل عام بأريحية وعفوية وبطريقة مباشرة ومفتوحة ومنقولة ؛

فانتهى بهم المطاف يُسمّون إنجازاته بغير مسمياتها تارة ويُعيدون تدشين بعضها تارات ، ويغلقون بعضها ويفتحون بعضا مرة ، ويغيّرون مكانها أو زمانها مرات ؛ وآخر محطاتهم المصالحة والانفتاح مع كل أعداء الوطن في الخارج والداخل ثم سنّ قانون الرموز لإسكات من لا يمكن ترويضه لكن هيهات هيهات ، الفرق شاسع والهوة عميقة بين من يُطالب بالمطالبة بمأمورية لا يستحقها فيكافئ المُطالبين ويُوافق عليها ، ومن ينهى من دعى لها ويعاتبه وهو مستحق لها ويرفضها ؛ وبين مراوغات الفشل ومُفارقات الارتباك واستفحال طول الأمل نقول بلا تودد ولا تردد ولا خجل :
#مأمورية_واحدة_تكفي