
بنشاب : في الوقت الذي تستعد فيه الطبقة الحتمية الظهور في الأوقات الشاذة والاستثنائية..من المطبلين والمزمرين بذكري انتهاء عام الرمادة
مهللين ومكبّرين ومسبحين بإنجازات لا وجود لها الا في عقولهم المريضة بتزييف الحقائق...
ابت الشركة الوطنية للماء الا ان تشارك في اختتام عام من الفشل وسوء التسيير باعلانها قطع الماء عن العاصمة انواكشوط لتواكبها في الفشل الشركة الوطنية للكهرباء وإعلانها قطع الكهرباء يوم 1_2_3 اغشت
لتكتمل الصورة الحقيقية ويختتم عام الرمادة
عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ
عام و لا تزال العاصمة تعيش تحت رحمة الظلام و العطش و القمامة و الضرائب و جهنم الأسعار.
عام بعد خمس سنين عجاف ... وموريتانيا مازالت تتخبط بين الوهم والخيال
عام الرمادة الذي نهبت فيه ثروة بلد 30 سنة من الديون من أجل نزوة أفراد وصناعة مأساة بلد...
مر عام على حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مؤموريته الثانية دون تسجيل أي مؤشرات كبرى أو نقاط تضاف إلى رصيده الشعبي و العملي...
عام من المعاناة والفقر والألم، جعلت شباب موريتانيا يحملون في جعبتهم ما تبقى لهم في تخوم هذا الوطن المنكوب، قاصدين أي بقعة جغرافية قادرة على احتضانهم، راحلين وفي قلوبهم الكثير من الحسرة والقليل من الأمل، بأن يعودوا يومًا ليكملوا ما تبقى من أيام حياتهم على أرض وطن محتضن منتمٍ إليهم.
ولأن سياسة نظام البلاد الحاكم، الملوثة بتاريخ من الفساد والسرقة والنهب ، فرّقت الموريتانيين وقطعت أوصالهم، إلا أن مفاعيلها التي أنهكت البلاد والعباد، وحدت شباب موريتانيا على أمر يكاد يكون واحدًا، ألا وهو *الرغبة الملحة بالهجرة بعيدًا عن هذا البلد بأي طريقة ومقابل أي ثمن، حتي ولو كان الثمن أرواحهم* .
عام تعبت فيه أسماعنا من كثرة ما سمعنا وقرأنا وعلمنا من قضايا الفساد التي عانى منها المواطن الموريتاني وما زال والتي أنهكت وأهلكت ميزانيات البلد المتتالية، تحت غطاء الوعود الرنانة الجميلة!!!...
دون أن يرتفع سعر صرف الأوقية؟ أو يتعافى الإقتصاد ؟ او تنعكس القروض و الميزانيات الفلكية على حياة المواطن؟
طبعا هذه الأمور خارج نطاق الموضوع فبالنسبة للحكومة و كل من يدور في فلكها فالخير وفير و لا صحة لأي ارتفاع للأسعار( المواطن البسيط ) و الذي خارج جاذبية فلكها لا أحد يستمع لصوته (المبحوح ) و لا يرى صورته في ظلام العاصمة و لا عطشه بالأمس القريب وصل ثمن برميل الماء إلى الف أوقية قديمة و كيلو الدجاج المستورد ألفين أوقية قديمة و لحم الغنم ثلاثة الاف أوقية قديمة لكن هذا لا يهم السادة الوزراء و لا يغير من برنامج عطلتهم المعوضة من خزينة (الشعب) .
اليوم نودع عام الرمادة ونحن نحلم
ببناء وطن كبير ليس بمساحته الجغرافية ولا بعدد سكانه، بل كبيراً بإقامة العدل ونشره. . كبيرا بنشر الخير والفضائل وتعميمها. . كبيراً بترسيخ القيم والأخلاق. . كبيراً ببناء الإنسان وتكريمه وتشجيعه لإستغلال خيرات أرضه الطيبة ونعم الله الكثيرة في الصالح العام.
كبيراً بتوفيره للتعليم والعلم للجميع. . كبيراً بتوفيره للمؤسسات الصحية والخدمية لابناءه والمقيمين فيه. . كبيراً بتوفيره للعلاج لكل مريض وكل من يعاني من ابناءه أو من تواجد على أرضه. . كبيراً بتوفير فرصة للعمل للجميع. . كبيراً بمساندته لكل محتاج اليه من أبناءه في الداخل والمهجر و لكل من أحتاج الى العون على أرضه. . كبيراً بثقافته الدينية السوية والسمحة. . كبيراً بثقافته الوطنية والسياسية التي تضع المصلحة الوطنية والمصلحة العامة هي المبدأ الثابت. . كبيراً بمروءة أهله. . كبيراً بعزة وشموخ أبناءه وأعتزازهم وإفتخارهم بالإنتماء اليه. . كبيراً بحب اهله لتراث اجدادهم وتاريخهم. .
كل عام رمادة .... ونظامنا في ترف وشعبنا تحت وطأة الفقر يرنح .
بقلم شيخنا سيد محمد