بنشاب : كتب العميد و الإعلامي السياسي المخضرم لبات أيتاه...
سيدي العميد و فخر المحاماة في موريتانيا الأستاذ محمدن ولد إشدو:
لقد قرأت رسالتكم بعنوان (من يحكم موريتانيا) وتذكرت ما قاله لي الرئيس المرحوم/ أعلي ولد محمد فال بعد شهر واحد من انقلاب 5 يوليو 2005 م
كان المرحوم أعلي قد أُخبِر أن بعض الأحزاب السياسية بدأت حكومات أجنبية وخاصة الحكومة السينغالية تغازلها وتهيؤها من أجل المرحلة القادمة . .
من أجل ذلك استدعى قادة الأحزاب تلك واحدا تلو الآخر وكانت آنذاك في نفس العدد اليوم (25 ) تشكيلة سياسية. وقابلني بعدها في الساعة الثامنة صباحًا فعرض علي الفطور ومازحني رحمه الله و بعدها تحدثنا عن الخطر الذي يواجه البلد في أن تكون هنالك قوة سياسية تؤثر عليها دول خارجية و خاصة إذا كانت لها أطماع تاريخية . .
و بعد نصف ساعة من الحديث الشيق والمليئ بالمعلومات قال لي هل لك من حاجة أقضيها لك بكل سرور فأجبت بنعم قائلا إنها (ذات أهمية) و غير شخصية و إنها تهم استقرار البلد فتبسم و قال ؛ لعلك الوحيد حت الآن الذي لا تطلب شيئا لنفسك تفضل وسألبيها لك إن شاء الله . .
فقلت ياسيادة الرئيس أنتم تعرفون أن الدستور الموريتاني يعطي صلاحيات كثيرة و كبيرة لرئيس الجمهورية و تجعل منه دكتاتورا شرعيا ويجب علينا أن نستقل التعديلات الدستورية من أجل إعطاء البرلمان صلاحيات واسعة من أجل توازن المؤسسات الدستورية فارتفع فجأة كالأسد الهصور و كأنني خرجت من الملة و قال بأعلى صوته أما هذه فلا و لن ألبيها لك ولا لغيرك . .
إن مورتانيا دولة هشة وتحتاج رجلا قويًا صلبا وطنيا و المهم أن يساوي بين أطرافها و أعراقها و أن يكون للجميع . .
ثم قال المجتمع الموريتاني مرتبط بالأشخاص أكثر من المؤسسات وعندما لا يدرك المواطن البسيط أين مركز السلطة ستنهار الدولة هذا من وجهة نظره . .
مع أنني ما كنت أشاطره قبل 2020 لما رأيت من استخدام مفرط للسلطة من بعض النافذين وتعيين مئات الأشخاص من خارج الوظيفة العمومية في مناصب رفيعة المستوى و أهلها لا يتمتعون بأي مستوى تعليم و أخذ القرارات خارج القانون وتعطيل المؤسسات و من أجل هذا أصبحت الناس شيعا هذا من شيعة وزير الدفاع وهذا من شيعة وزير الداخلية و هؤلاء من شيعة مريم و أهل البشرة السوداء من شيعة الصديق الحميم وزير الخارجية وهؤلاء من شيعة عبدالله ولد بيه ممثل بزين العابدين و وزير العدالة و البعض شيعة للأخوة و الأسرة و القبيلة المقربة و هكذا تطاير دم الدولة بينهم وكممت الأفواه وطويت الصحف . .
مدير إذاعة كوبني / لبات أيتاه