تحالف عزيز والإعلام المتربَِّص!...

سبت, 03/12/2022 - 14:01

بنشاب : إن كان في موريتانيا اليوم من يعرف الخلطة السياسية غير المتجانسة، التي تموج في هذا البلد، ويعرفها عن قرب وعن بعد، بوعي تام وإدراك شامل، فهو الأخ الرئيس #عزيز، ولئن كان يخشى عليه منها ومن تطرفها، فقد شب عمرو عن الطوق، بلوغا حملته الأيام بالتجارب والممارسات، فالمعارضة تعرف #عزيز، وعزيز يعرف تلك الأطياف حق المعرفة.
أنا لست ناطقا رسميا باسم #عزيز، ولكن بحكم معرفتي له، ومعرفتي لأطياف المعارضة، أقرأ الأحداث أمامي وأفسرها متوخيا ما استطعت من الموضوعية ومؤسسا على ما علمتني التجارب من من قوم رافقتهم في مسيرة تمتد لأكثر من أربعين سنة ، مهما تغيرت الأسماء والعناوين واليافطات المرفوعة.
هذا الاجتماع - موضوع الحديث - هو اجتماع دعا له حزب تواصل بعضَ أحزاب المعارضة السائدة الآن، سواء منها الصادقة أو المنتحلة صفة الصدق، وطبيعي أن تحضر وتتكلم وتعرب عن استيائها من النظام ورغبتها في تغييره، وأملها في خلق جبهة عريضة ذات انتشار أفقي واسع، تدخل به معركة، غدت غرفة عملياتها المركزية في وزارة الداخلية بكامل عدتها وعتادها ...
قراءة حراك كهذا، يدركه غير العاقل، أحرى من يعرف الشخوص السياسية حق المعرفة، ويعلم الأحزاب المشاركة علم اليقين، فما بالك أن يتعلق الأمر بالرئيس #عزيز!...
حزب "تواصل" يحمل - ويُحمَّل - رسالة استباقية من نظام ألفه قبل وصوله واستتباب الأمر له، وخدمه ظاهرة وباطنة في السراء والضراء، سواء في الناحية الأيديولوجية، إذ يعتبر "أبا مريم" أحد أعوانه الطيعين، أو في الناحية الجهوية التي يلعب عليها حزب "تواصل" في زخمه الانتخابي، أو الناحية القبلية المخبأة تغابيا في شخص رئيسه البريء براءة الرئيس #غزواني نفسه.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، لماذا نجد تربص الإعلام الاستخباراتي، من مواقع ومدونين ومسؤولين متزلفين للنظام، ومن في غير الكاعم ولا الناحر، وقد اشتد عليهم الأمر ووجدوا في خيال الاجتماع طيورا تسقط على أشكالها، كأنهم لم يكونوا طيورا من قبل، أو كأن المجتمعين أنزلت من عروش إلهية، جنبتهم الاسترضاء والتودد في القصر الرمادي، سواء الذي وجد صاحبه، أو الذي أذاب ثلجه، فضلا عن الذي يذوب في المسحة الأخلاقية وشيم الزوايا!...
تلك إذا، مهمة "تواصل" الأولى وهو بها زعيم، مجرد رسالة استخباراتية، تجمع لتفرق، وتفرق لتبقى!.... قد يستمر الاجتماع للحظات، لكنه - حتما - سينفجر لساعات قادمة مهما تريث واتأد.
هذا إذا تجاوزنا محنة "تواصل" في لم شتاته واسترجاع مخزونه الانتخابي المحبط بعد انقشاع الصورة الحقيقية لحزب الكفاح المقنع، الذي لا يلبث أن يترك هموم الوطن والمواطن أمام رغباته السياسية والحركية ....
وغير بعيد عن هذا، وبحمل الاجتماع على النيات الصادقة، وهو احتمال لائحة عليه سمات البعد، فإن الرئيس #عزيز مواطن يخوض السياسة في معركة قوامها وعتادها هذا المخزون البشري في هذه الرقعة، لم يغير في نظام الحالة المدنية، ولم يستجلب الأجانب لتسجيلهم في مكاتب الاقتراعات، ولم يقترح حل الهيئة المستقلة للانتخابات، وإنما يلتمس أصوات الناخبين، بقدرما قدم ويقدم من الانجازات المشهودة والمتوقعة في ظل فشل عشناه لثلاث عجاف، ومن تقدم له في ذلك المشروع دعما ومساندة، فلن يرده خائبا ليطمئن قلب من يتربص به الدوائر، والذي يرجى أن يؤثر هو  #عزيز بصدقه ووطنيته على السائرين معه، سواء منهم الصادقون الشرفاء، أو الذين يبتزون النظام برفقة #عزيز، أو الذين يؤدون رسالاتهم بجنح الظلام ...