من يدعم فخامة الرئيس السابق يحتاج لتلفيق كل شيئ إلا المواقف البطولية...

اثنين, 24/01/2022 - 09:39

بنشاب : ""من يدعم فخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، قد يحتاج لتلفيق كل شيء إلا المواقف البطولية، وقد يتمكن قطب التأزيم والتلفيق من إزالة أرشيفه من مواقع التلفزيون الوطني و الوكّالة الموريتانية للأنباء، لكنه يبقى عاجزا عن محو تلك المواقف التي سجلها التاريخ و تشربتها الذاكرة الجمعية للشعب، لتطفو من فترة لأخرى على سطح الحسرة في الوقت الحالي. 

فحين قتل الجيش المالي مواطنين موريتانيين، اقتلع فخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بقايا جثامينهم من حفرة حلق البلد الغريب الذي سقى ترابه بدمائهم، واستقبلهم شخصيا في المطار.. أين بقايا جثامين من قتلوا منذ اسبوع؟؟ من شيعهم من المطار إلى مثواهم الأخير؟ 

بعد الاعتداء على المغدورين، لم تتجرأ الحكومة المالية على إنكار جريمتها، و أرسلت وفدا رسميا قدم العزاء إلى الحكومة الموريتانية و حمل رسالة اعتذار رسمية ؟ من أرسل وفده بعد أسبوع من الصمت إلى مالي ليعود حاملا نفي تورط جيشهم؟! ما يقطع الطريق أمام الاعتذار و صيانة سيادة الدولة؟! 


من تجاهل مطالب أقارب الضحايا باستعادة بقايا جثث أبناءهم و مقتنياتهم؟! مطالب أذيعت في مقاطع فيديو تدمي القلب! 
من اختبأ في مكتبه وفضل ابتعاث الوزراء، و نشر بيان باهت بلا رأسية و لا توقيع كأنه رسالة بحر قذفتها الصدفة على شاطىء صفحة وزارة الداخلية، دون إظهار _ولو_ تعابير الحزن على وجهه؟! 

ثم من لفق المواقف البطولية التالية للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز: 

_ طرد محمد ولد عبد العزيز  سفارة العدو، تضامنا مع طفل فلسطيني ظهر على قناة الجزيرة وهو يبكي بعد طرد مستوطن لعائلته من بيتهم، حصل ذلك في الوقت الذي عجز أقوى قادة العالم العربي عن مقاومة التطبيع معه.

_ نزل محمد ولد عبد العزيز بطائرته في كيدال تحت نيران الحرب، وهو يقود مصالحة لتهدئة الحرب في المنطقة، لا أتذكر مؤخرا سوى محاولة وحيدة عبر الهاتف للصلح بين المغرب والجزائر، وقد باءت بالفشل! 

_ محمد ولد عبد العزيز حين نزل رفقة عدة وفود  دولية، في فندق في مطار ليبيا، أثناء محاولة للصلح بين المتقاتلين آنذاك، وبعد فشل المحاولة تعرض الفندق لقصف عنيف، طلب على إثره من الوفود الخروج من الباب الخلفي للفندق، كان ولد عبد العزيز الوحيد الذي رفض الخروج من غير الباب الذي دخل معه! 
_ ولد عبد العزيز بعد سقوط مروحيته في مهامه الشرق الموريتاني أثناء إحدى حملاته الانتخابية، لم يجلس يرتجف و يطرق بعينيه يمنة ويسرة، ينتظر النجدة، بل تقدم الرجال و سار عدة كيلومترات حتى وصلوا لأقرب منطقة مأهولة. 

_ ولد عبد العزيز حين حاول السفير الأمريكي إبداء اعتراض دولته على قرار قطع موريتانيا للعلاقات مع أعداء الله ورسوله، طرده وأهانه. 

_ ولد عبد العزيز حين مس رئيس حزب سياسي مغربي من سيادة موريتانيا في حديث عابر عبر قناة محلية، أشعرهم بغضبه، فبادرت المملكة بإرسال رئيس وزرائها للإعتذار، فاستقبله أثناء عطلته السنوية في "خيمة لعزيب" في تيرس. 

_ ولد عبد العزيز غادر داكار عندما اكتشف أن اللجنة المنظمة لمؤتمر يحضره لم تخصص وقتا لكلمة موريتانيا، فكانت السنغال مجبرة على تقديم الاعتذار لموريتانيا عبر أكبر مسؤول فيها. 

_ محمد ولد عبد العزيز هو الذي رفض البقاء هاربا في دول الخارج، كما هرب أبطالكم، وفضل العودة إلى وطنه، ومواجهة تهم القضاء، وأصر على رفض الصلح حتى يثبت براءته. 

_ محمد ولد عبد العزيز هو الذي فضل إجراء عمليات قسطرة في دولته وفي المستشفى الذي شيده، ورفض المطالبة برفعه للعلاج في الخارج حتى لا يتهمه شعبه بأنه هرب. 

نحن يا أقدام الأقزام لسنا بحاجة إلى تلفيق موقف بطولي للرئيس السابق، بل أنتم الذين مازلتم تعجزون رغم جودة كاميرات الرؤية، و تجديد طلاء جدار التلفزيون و مضاعفة ميزانية الإذاعة، عن نشر صورة لائقة برئيس الجمهورية، الذي لا توجد له صورة تحترم الذوق العام بعد صوره بالبزة العسكرية و صور الحملة الانتخابية، ألا تعتقدون أن فشلكم الذريع ذلك كان ليطير برؤوسكم لو قرر ولد الغزواني محاكاة المواقف البطولية للرئيس السابق؟!

ثم أخيرا لماذا تحاولون دائما في دفاعكم عن النظام الحالي تقديم الأدلة التي تثبت حقيقة كونه مجرد نسخة رديئة من نظام ولد عبد العزيز؟! ألم تعد سنفونية عهد جديد وموريتانيا التي تريدون و إنكار استمرار النهج قابلة للعزف؟""