حرب النخبة خاسرة / سيدي عيلال

خميس, 24/06/2021 - 13:04

بنشاب: تستمر النخبة السياسية في تعرية ما ستر الله من عوراتها لتشجع نخبا اجتماعية ودينية وحقوقية لم تتح لها الأيام فرصة النهل من سيّر السلف والاستعداد المدعوم بالعلم والمعرفة والأخلاق الحميدة التي ظل المسلم يسعى جهده لتمثلها حيثما كان لأنها الواجهة الأمامية للأمة حتى غدونا في منكبنا البرزخي الاستثناء في المنظومة الأخلاقية الكونية التي يتطاول فيها المنافق الكذوب على صاحب الحق الصدوق وتعجز الدولة عن معاقبة شياطين الإنس الذين عبثوا بالصوة والصورة باخلاق و محرمات الدين الحنيف وتكره الدولة ــ الوطن ــ  شعبها المعوز على تقبل المنافقين وتغطي على فشل ثلة من المفسدين وتكرّم كل من تقرب إليها بالكذب وتشويه اخ الملة والوطن .

إنما يحدث في الشارع وفي اغلب الدوائر وتحت قبة البرلمان وفي قاعات الأحزاب لأكبر دليل على عجز النخبة السياسية عن تقديم البديل المقنع المعبر عن شخصية الوطن الحضارية والثقافية والاجتماعية وهو تأكيد على أن لعنة الظلم والإقصاء والتناقض والتهميش عشية التأسيس المزعوم مستمرة خاصة في لحظات الضعف والوهن التي دخلها الوطن في لحظته الراهنة مدفوعا بنوايا خبث القلة المهيمنة على قراره يعزز تلك اللحظة واقع حال العالم واجتياح الكوارث وهيمنة العصابات والحركات المنتهية الصلاحية و المتشددة على خشبة مسرح تسيير الشأن العام وتعمد الهاء الجمهور عن واقعه وعن حقيقة تلك العصابات وعن فشلها في تقديم الحلول والارتفاع بمستوى الخدمات المطلوبة شعبيا وبإلحاح وتكالبها على خلق خلاف وصناعة حرب خاسرة تحاول ان تحرق مكتسبات الوطن وتشويه قائده وتستهداف قوم آخرين ذنبهم الوحيد انهم ظلوا شموعا تضيء لأخ الوطن ظلام ليله وتقدم بسخاء تحديث مواكبته لتطورات كونه الجميل وتتيح له متعة الإستفادة من انتاجه    .

إن استمرار طرح الاسئلة على طريقة اشكالية الديك والبيضة أيهما الأول ليس من علامات النضج ولا من سيم الجد ولا من سبل البحث عن الحلول وسيظل السؤال البدائي العبثي يتردد لأن جهة توجيهه هي اول المطالبين بالإجابة عنه فمن اين لك هذا لا تتوقف عند المال بل تتعداه الى المكانة والحظوة والحضور ومن اين اتيت والى اين ..؟ ولقد اصبح من  الواضح ان النخبة عاجزة عن تقديم نفسها كبديل ينتج من رماد اشتعاله لإنارة الدرب مشاعل تتكفل بمهة توجيه و توعية وتحسيس الوطن وشعبه وتوجيههما نحو الافضل والاشمل و الاكثر ضمانا وامنا حتى يلج شعب الجمهورية  الى مصاف الامم ويحافظ على مكاسبه و على آماله العريضة في غد مشرق ووطن فاضل ونخبة اغلبها فضلاء واصحاب توجيهها اصحاب الحق ودعاة الخير للجميع .

بساطة المجتمع وبداوته تم استغلالهما بشكل كبير حتى سمحتا بخلق نخبة من اشباه النخب غير انها مصابة بطغيان افرازات غدد الجشع والنفاق وانتهاج اسلوب التقرب والمغالطة فغاب الورع وانتكس الوازع الأخلاقي و خجل كل حر عن مزاحمة حفنة من المنافقين شربت من ماء وجهها الآسن حتى الثمالة ومزقت ثوب الفريق حتى لا يكون ساترا  ولا حاجزا بين الغرائز والفضائل وحتى يختلط المنافق المعلوم النفاق بالمناضل الجسور وهو خلف المواجهة التي يديرها الهماز المشاء بنميم وتستمع اليه مكرهة  آذان قوم حصرت صدورهم من تكرار المشهد السخيف المنفصل عن كل قيم الامة وتقاليد الشناقطة وهم يخوضون حربا فرضت عليهم من سماسرة الفكر المفتون.