
بنشاب: رغم الفارق في المظهر، التشابه بين نظام الرئيس محمدولدالشيخ الغزواني، وبين ماري أنطوانيت، آخر ملكات فرنسا قبل الثورة الفرنسية، كبير جدا.
هذا ليس من باب المبالغة، ماري أنطوانيت أشعلت شرارة الثورة الفرنسية بسبب وليمة كبيرة أعدّتها لضيوفها، في الوقت الذي كان فيه الشعب الفرنسي يتضور جوعا. وفي الصباح التالي توجّهت أكثر من سبعة آلاف امرأة في اتجاه قصر “فرساي” وهن يصرخن “لأجل الخبز”.
ونظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و زمرته التي أهلكت البلاد والعباد و نهبت الأخضر واليابس اوصلت المواطن العادي البسيط الي عجز كامل في توفير قوت عياله اليومي .
المواطن الموريتاني البسيط اليوم يري الحفاة العراة العالة رعاء الشاء بالامس القريب يتطاولون في البنيان ويتفننوا في نهب المليارات علي أطلال دولة "مفلسة" بعد ست سنوات من سوء الإدارة والفساد في التسيير .
مما ترك البلاد علي حافة هاوية جرف ثورة الجياع التي اسقطت أنظمة الفساد والاستبداد على مر التاريخ
وقد اثبتت الأحداث أن ابشع سقوط الأنظمة ليست الاضطرابات أو انقلابات انما كان ثورات فقراء عجزوا عن قوت يومهم ا .
الجميع يعرف ان الاقتصاد من أكبر العوامل التي تتحكم في حركة المواطن العادي البسيط، فهي التي تساهم في حركة الوطن سواءً حركة علمية او اجتماعية أو سياسية ، وهي التي تساهم في استقرار الأوضاع العامة للبلاد ، وبفضلها يتوجه الناس نحو العلم والمعرفة في حالة الرخاء الاقتصادي ، او نحو الجريمة أو حتى الثورة والعصيان في حالة الفقر والبطالة والحاجة ، نظراً لما للمواطن العادي من حاجات فسيولوجية ملحة لابد له من اشباعها وهي تأخذ من تفكيره الكثير كما يقول العالم ابراهام ماسلو ، والتي تبدأ بالتنفس والطعام والماء والنوم والتوازن ، وتنتقل الى حاجات الأمان سواءً الأمن الجسدي والوظيفي والأسري والصحي ، وهي التي تؤثر في استقرار الإنسان النفسي والذي ينعكس على استقرار المجتمع والوطن !
ينقل التاريخ ان اول ثورة جياع حدثت في مصر ضد الملك "بيبي الثاني نفر كارع " في عام 2278 - 2184 ق م ،بسب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية ، وانتشار المجاعة و الفقر مما ، أدى الى ثورة شعبية عارمة استطاعت ان تطيح به وبسلالته المالكة ! وتوالت بعدها الثورات التي كان محركها الأساسي مواطن عادي جعله فساد نظام في وضع عجز فيه عن توفير قوت يومه
فمع تردي الأوضاع الاقتصادية وبلوغ الفقر حداً كبيراً تنهار كل الحواجز النفسية ضد الحاكم والنظام ويتحول الانسان بسبب الجوع الى وحش تسيطر عليه حالة من العنف تدفعه الى سلوك تصرف غير محسوب وغير متزن . الأمر ذاته حدث في فرنسا التي استمرت في ثورتها ضد الجوع من العام 1789 الى العام 1799 والتي كانت من اصعب الفترات التي مرت على فرنسا حيث شهدت الكثير من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية وسالت الدماء واسقطت على اثرها الملكية واسست بعدها النظام الجمهوري ، على يد القائد نابليون . مصر وليبيا وتونس واليمن ولبنان والكثير من الدول العربية التي شهدت حركات مطلبية لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، كان المحرك الاقتصادي هو السبب ورائها ، وقبلها إيران حدثت فيها ثورة عارمة اسقطت الشاه كان من اهم أسبابها هو الجانب الاقتصادي
موريتانيا اليوم يعيش مواطنيها تحت خط الفقر ....وثلة من المفسدين ينهبون المليارات أغنياء فوق حدود العقل
ووضعية المواطن العادي البسيط نذير ثورة تحرق البلاد و تهلك العباد
وهو يقول
فـبـأيِّ حـقٍّ تستـردُّ ولاءنـا
والفقـرُ قد مَلَكَ الولاءَ وبـاعـا
وبـأيِّ وجـهٍ تستجيرُ بِـ صبرنا
والجـوعُ أضحى آمـراً ومُطاعا
ختاماً نقول إن الدولة التي تستعمل سوط الضريبة أكثر فأكثر، من أجل افقار الفقير وزيادة ارصدة النافذين وبشكل يخلو من عدالة وآثار بعدية، هي دولة مُخفِقة سياسيّاً واقتصاديّاً لكونها غير قادرة على إنتاج الثروة وتحقيق النمو بعيداً عن مداخيل الضريبة، إنها تجتهد أساساً في "تدبير الأزمة" وتعميق الفارق بين طبقاتها الاجتماعية، إنها، باختصار، تصنع نهايتها عن طريق "العنف الضريبي" الذي ارتضته منهاجاً وسوطاً لتركيع شعب فقير فقط يجب الانتباه إلى أن إرادة الشعوب فلّت أنظمة من حديد، وقلبت كل معادلات الاستقرار، فهل من مدّكر؟
قال الله تعالى
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
صدق الله العظيم
بقلم : شيخنا سيد محمد